فى سبعينيات القرن الماضى كانت مدرجات كليتى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يجلس بها المصرى بجوار الليبى والسعودى والبحرينى واليمنى والسودانى والنيجيرى والصومالى والإرتيرى والفلسطينى والسورى والاماراتى بل كانت معنا طالبة يابانية.
كنا نتعامل كزملاء بلا حواجز أو حدود، وأنا شخصيا كان من أعز اصدقائي السفير عبدالسلام ضو وهو من الذيغن البوانيس سبها ليبيا، وعبدالفتاح وهو من مزلقان عايدة بشبرا، وعبدالمجيد وهو من شارع داير الناحية بكفر الشيخ.
لأن مصر كانت وما زالت وستظل قلب العروبة النابض، فهى التى فتحت ذراعيها للكويتيين بعد غزو العراق للكويت.. وهى من فتحت ذراعيها للعراقيين بعد ضرب العراق.. وهى من فتحت ذراعيها للسودانيين والأريتريين والصوماليين ولكل من يأوى اليها، طالبا الأمن والأمان.
ولذلك سأظل على موقفى فى الترحيب بالأشقاء السوريين مع الدعاء المخلص بعودة سوريا إلى سيرتها الأولى، وعودة السوريين الذين تركوها إلى ديارهم التى أثق أنها الأحب لديهم.. وأؤكد أننا لم نر من السوريين فى مصر إلا كل همة ونشاط وذوق رفيع وأدب جم، والبينة على من يدعى عكس ذلك.
وشخصيا لا يمكننى أن أنسى أننا حاربنا - مصر وسوريا - معا فى أكتوبر/ تشرين فى نفس اليوم ونفس الساعة ونفس الدقيقة ونفس العدو.. ولايمكننى إلا أن أعترف بحبى للماغوط ودريد لحام وأدونيس ونزار قبانى وفهد بلان وصباح فخرى وأركان فؤاد وأصالة.. ولا يمكننى إلا أن أنحنى لما تعلمته فى التاريخ المصرى وجعلنى أحب سليمان الحلبى وجول جمال.. كما اعترف بحبى وعشقى للمطعم السوري.. وحبى للدراما السورية وللحارة السورية.. وأحسب بل وأجزم أن الحب حق من حقوق الانسان، وأنا فخور بإنسانيتى.. وأثق أن مصر ستظل دوما بشعبها العظيم عنوانا للإنسانية والكرم وصلة الأرحام.
----------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج